A step towards some change

I am a very simple egyptian girl, who is not satisfied somehow with her society and feels like this specific society deserves more than it gets, and can be the best with little more effort and much more frankness and persistance. "If you don't like something, change it. If you can't change it, change your attitude. Don't complain."(Maya Angelou)

Name:
Location: Cairo, Egypt

Wednesday, April 02, 2008

رحلة الذكريات 1

استيقظت منى في ذلك الصباح الهاديء على ضوء الشمس يداعب وجنتيها وصوت العصافير على الشجرة المجاورة لشرفتها وبجوارها يرقد زوجها هاديء في نومه كما هو في كل حياته وادركت بعد جدالهم الليلة الماضية كم هي تحبه وتعشقه حتى الثمالة وكيف يجري حبه في عروقها مجرى الدم.
ولكن في هذا اليوم جاءتها تلك الفكرة المجنونة في اخذ اجازة قصيرة تصفي بها ذهنها وتستعيد توازن حياتها وترتيب اولوياتها في الحياة. نعم، فهو يوم العطلة ولكنها قررت اخذها بمفردها أو بشخصها القديم منى الفتاة المليئة بالانوثة وليست الزوجة ربة المنزل فكم تمنت ولو ليوم أن تعود منى إبنة العشرين يانعة كالوردة ورشيقة كالفراشة الصغيرة تتنقل من حقل الى اخر، بالرغم من أنها لم تتغير كثيرا في الهيئة ولكن منى الان تختلف في المضمون عن منى منذ سنوات. ومن تلك الفكرة نهضت منى وارتدت ثيابها ليست تلك العادية اليومية بل توليفة منها لتشبه تلك التي اعتادت على ارتدائها في سن العشرين وقبل الزواج وأعدت حقيبة صغيرة ووضعت بها ورقة وقلم وبعض مستحضرات التجميل ورداء فضفاض وصورة لزوجها لتذكرها بألا تبتعد كثيراً.
إنطلقت منى بسيارتها ولاول مرة دون أن توقظ زوجها مخلفة وراءها غيمة غبار وهموم حياتها اليومية وقررت فتح غطاء سقف السيارة كما لم تفعل منذ زمن لتستمتع بالهواء والشمس. قادت منى سيارتها في شوارع العاصمة الخالية تتأمل كل ما هو حولها ولم تدركه من سنين. أول مكان خطر لها أن تمر به هو شارعها القديم وشقة والديها القديمة في حيهم الهاديء، فمنذ وفاة والدها وهي لم تطاء قدم في هذا الحي ولاحظت تغييرات هائلة منذ السنوات القليلة الماضية وكأن الشارع بُني بداخله عالم اخر وانتشرت به المحلات التجارية والكافتيريات (أو ما يطلقون عليه الكافيه) ولاحظت بالرغم من تلك التغييرات وجود نفس محل الخرداوات اسفل بنايتهم وصاحبه يجلس على بابه وقد شابت ملامح وجهه ولكنه كما هو كما اعتادت ان تراه في صغرها ولوهلة شعرت بعمرها يصغر لترى نفسها بالزي المدرسي حاملة حقيبتها وابتسامتها تملاء وجهها الملائكي وهي تلقي السلام على عم محمد صاحب المحل.
لم تستطع أن تتوقف وتذهب لرؤية منزلها ولكنها كانت لحظة تساوي أعوام من طفولتها ومراهقتها مرت أمام عينيها لترسم ابتسامة على هذا الوجه الذي ملاءه الزمن بتعابير كثيرة أقلها الابتسام
...





0 Comments:

Post a Comment

<< Home