A step towards some change

I am a very simple egyptian girl, who is not satisfied somehow with her society and feels like this specific society deserves more than it gets, and can be the best with little more effort and much more frankness and persistance. "If you don't like something, change it. If you can't change it, change your attitude. Don't complain."(Maya Angelou)

Name:
Location: Cairo, Egypt

Saturday, April 05, 2008

رحلة الذكريات 3

جاء جرس الهاتف الذي ظل يدق ثلاث مرات وكأن الدهر قد توقف فعلاً و تمحور حول هذه المكالمة وجاء الرد
"ألو...ألو.."
"إنه هو أنا اعرف صوته مازال كما هو بنفس النبرة" همست علا الى منى في دهشة ممزوجة بالفرح وأجابت بصوت طفولي "ألو محمد..؟"
"نعم، من معي؟"
"هل أنت بمفردك أم زوجتك الى جوارك، اذا كانت بجانبك لا توضح ان من معك امرأة وانتظر لتسمعني.."
"أه أهلا يا باشا كيف حالك ؟"
ابتسمت علا في ثقة لانها مازالت تفهم فطنة محمد او لانه خمن من على الهاتف
"أنا علا بدران زميلتك من الكلية هل تذكرني؟"
"طبعاً يا باشا اذكرك بالرغم من مرور كل هذه السنوات إلا انني مازلت اذكرك بين الحين والاخر"
"رائع، أتعرف من معي الان و أين نحن؟"
"لا تقول لي انكم في المخباء المعتاد..!"
"نعم أنا و منى صالح في نفس الكافيه الذي اعتدنا ارتياده أيام الكلية أتذكره؟"
"طبعاً ومن لا يذكر هذه الايام الحلوة؟"
"اسمع هل تظن أن باستطاعتك القدوم لا تقلق فسنتفهم اذا لم تستطع"
"أتمزح يا رجل انا مستعد لادفع نصف عمري لأراكم من جديد، محال أن اعتذر عن ذلك "
"حسناً اذا سنراك هنا"
"نصف ساعة وسأكون امامكم"
لم تمر أكثر من 20 دقيقة حتى وجدت علا و منى رجلاً طويل و ضخم وقد ظهرت علامات الشيب والصلع عليه يرتدي نظارات وتعلو وجهه ابتسامة.
"وكأن العمر ما زال كما هو وكأننا لتونا انتهينا من المحاضرات وجئنا لنستذكر أو نجلس هنا"
هكذا بدأ حواره معهما فما إن سمعتاه حتى ابتسمتا ابتسامة طفلتين وفرحتهما بشيء جديد
بدأت منى الحديث بنبرة ناعمة لم تعتدها في نفسها الا في أوقات تواجدها مع زوجها "كيف حالك يا محمد لم تتغير كثيراً فقد فقدت بعض الشعر و ابيضّ البعض الاخر ولكنك تبدو .... رائعاً"
ندمت منى كثيرا لإبداءها مشاعرها في كلامها بهذا الوضوح
أما علا فقالت في مرح "كيف أحوالك يا باشا؟"
ضحكوا جميعاً وجلسو اصدقاء يتجاذبون الحوار حول حياتهم وعائلاتهم.
ومرت الساعات والدقائق وكأن الساعة وعقاربها ضدهم تمر بسرعة أكثر من المعتاد لتقتل الوقت وتقصره وأمسى الليل سريعاً وحينها تذكرت منى محتويات حقيبتها وأخرجت الورقة والقلم لتكتب اسم واستأذنت قليلا لتذهب للحمام.
وهناك تذكرت كلمات طبيب المعمل وهو يهنؤها بحملها والقت نظرة أخرى على نتيجة التحليل وفتحت هاتفها لتجد أكثر من 50 اتصال من زوجها فعاودت الاتصال به لتقول "أحبك جداً أنا في طريقي للمنزل" وأنهت الاتصال وأغلقت الهاتف مرة أخرى وبدلت ثيابها بأخرى عادية كتلك التي ترتديها في حياتها اليومية ووضعت بعض مساحيق التجميل وألقت نظرة أخرى على ورقة التحليل والاسم في الورقة الاخرى وابتسمت في ثقة وخرجت الى أصدقاءها.
"لماذا ارتديت هذه الملابس ماذا يجري؟" سألتها علا في فضول فأخرجت منى ورقة التحليل والاخرى ذات الاسم واعطتهما لعلا.
فتهللت أسارير علا وقالت "أحقاً هذا لك؟"
ابتسمت منى في حين لم يدرك محمد ما يحدث حتى وضحت له علا الامر وبارك لمنى واتبتسموا جميعاً ابتسامة صافية.
وسألت علا "وما هذا الاسم في تلك الورقة الاخرى؟"
أجابت منى بابتسامة عريضة "هذا اسم ابني سأسميه فارس"
"
وماذا لو كانت فتاة؟" سأل محمد
"لا إن شاء الله سيكون ولد وسيكون فارس" أجابت منى بسرعة
وانطلق الاصدقاء الثلاثة كلٌ الى حياته مجدداً ولكن بداخله أمل شاب جدد بداخلهم ينبوع الشباب وفجر طاقات اعتقدوا أنهم فقدوها منذ زمن طويل وجدد طاقة مهدرة ليوظفوها من جديد في حياتهم بعدما تغيرت نظرتهم لأنفسهم
.....

Thursday, April 03, 2008

رحلة الذكريات 2

ثم اتجهت منى الى منزل أقرب صديقة من منزلها (علا) فهي تبعد مسافة 5 دقائق من منزل الاولى لم تتوقع وجودها في المنزل ولكن فقط فكرت في تذكر الايام الخوالي و الشوارع التي شهدت أعز لحظات عمرها وصفّت السيارة تحت منزل علا لتنزل وتجدها في الشرفة وكأنها كانت بانتظار قدومها منذ زمن ورأت على جنبات شفتيها ابتسامة لم تر مثيلها منذ سنوات عدة، صعدت الدرج في سرعة ورشاقة لم تعهدها في نفسها منذ فترة طويلة فها هي مع كل درجة تصعدها تصغر في السن أكثر فأكثر حتى عادت كالطفلة المولودة البريئة.
استقبلتها علا بابتسامة الفرحة والعتاب في اّن واحد فهي لم ترها منذ فترة طويلة لا تذكر كم من الوقت ولكن في عرف الصداقة فهو دهر من الزمن. واحتضنتها واحتضنتا معاً ذكريات قديمة شعرتا كأنها أمس.
فمنذ زمن وعلا تسكن نفس الشقة التي عاشت بها عمرها فبعد أن هاجر اخوتها ورفضوا العودة الى الوطن وهي تعيش في منزل والدتها بعد سفرها مع ابناءها. عاشت علا سنوات بعد فراقها لعائلتها في المطار مودعة حلم عاشت تبنيه كل يوم من عمرها حلم الاسرة الكبيرة، حلم العزوة. وفي منزل والدتها القديم عادت لتحيه بانتقالها له هي وعائلتها الصغيرة ولكن القدر جعلها تمكث في المنزل هذا اليوم لتستعيد ذكرياتها مع أعز صديقاتها أما ابناؤها وزوجها فذهبوا من الصباح الباكر الى التنزه.
جلست الصديقتان تتجاذبا أطراف الحديث عما مضى وعن الحاضروالمستقبل المنتظر وفي لحظة شعرتا فيها بتوقف الزمن وانهما لم يتقدما في العمر بل مازالتا صبيبتين تتلون أحلامهما امام أعينهما اليوم تلو الاخر
قالت منى فجأة، "هيا بنا.."
"أين سنذهب؟"
"سنذهب في رحلة مع الذكريات.."
"ماذا تقولين؟"
"لنستعيد يوم من أيام زمان، هيا ارتدي ملابسك القديمة.."
"حسناً"
وبعد دقائق كانت منى و علا في سيارة الاولى هائمتين في الشوارع تستعيدان ذكرياتهما معاً
"هل تعلمين اذا كان ذلك الكافيه الذي اعتدنا ارتياده مازال قائماً؟" سألت منى
"أتقصدين ذلك المجاور للكلية؟"
"نعم، فهل كنا نرتاد غيره؟"
"أظنه مازال على حاله ولكن لماذا؟"
"سنذهب هناك الان"
"الان...؟ أنت حتماً مجنونة"
"أعلم ذلك الم نكن كذلك في تلك الفترة من عمرنا؟"
"نعم كنا في الماضي"
"ماذا غيرنا لماذا أصبحنا هكذا؟"
"زمننا قاس لايترك أحد على حاله بالاضافة كيف تتوقعيننا أمهات ومجنونات؟"
"تكلمي عن نفسك فانت أم اما انا فليس عندي أولاد.."
"أنا أسفة يا منى لم أقصد... ألم تجدوا حلا لتلك المشكلة بعد؟"
"لا تكوني سخيفة فقد اعتدت كلام أقسى من هذا من الغريب اما انت فلا يمكن ان تغضبيني بأي حال من الاحوال ولكن دعينا ننسى اليوم اننا زوجات او امهات يل علا فنحن الان علا و منى الطالبتان"
"حسناً طالما انني سأظل طوال اليوم طالبة فأنا موافقة"
ضحكت منى و علا ضحكة عالية و بريئة ايقظت فيهما مشاعر صباهما الشابة.
ترجلتا من السيارة امام ذلك المقهى الذي اعتادتا الجلوس فيه لساعات طويلة ايام الدراسة ولكن لم تجدا اصدقاءهما جالسين فيه كما اعتادوا ولكنهما قبلتا بالحل الوسطوهو المكان ووجودهما فيه لتذكر السعيدة والسعيدة فقط في هذا المكان.
"كم اتمنى لو ان باقي اصدقاؤنا هنا معنا لكانت تلك حقا اجازة الاحلام والذكريات" قالت علا
"ليس كل ما يتمناه المرء يدركه يا علا ولكننا ندرك فقط ما لنا الحق فيه لا أكثر"
"ولكن ام تتمني ان تريني اليوم ..اذا كل ما علينا فعله هو التمني بحق واظن انه سيتحقق"
"لا أظن أننا اذا تمنينا أن يحضر اصدقاؤنا هنا الان فسنجدهم امامنا لا هذا خيالي أكثر من الازم"
"انا لا اتمنى حضور كل اصدقاؤنا ولكن اتمنى فقط حضور محمد سيد ليجلس معنا هنا الان"
"اما زلت تذكرينه يا علا بعد كل هذه السنوات"
"الم تقولي اننا اليوم طالبتين فهذا ما كنت لافكر فيه وأنا طالبة، الم تكوني انت ايضا لتفعلي؟"
"أنا...لا.... لم تقولي هذا؟"
"لا تفزعي فانت اليوم مازلت طالبة ووقتها كنت مجنونة بمحمد مثلما كنت انا ايضا ايس كذلك يا منى؟ لا تقلقي فلن أقول لزوجك فانت اليوم غير متزوجة"
"أهه يا علا يالها من ذكريات"
"ولماذا ذكريات أظنني مازلت احتفظ برقم هاتفه لم لا نحاول الاتصال به ربما يحالفنا الحظ.."
"حسناً اتصلي به" نطقتها منى بنبرة جاءت مفاجئة لعلا التي اخرجت هاتفها وأخذت تبحث حتى وجدت الرقم
"ها هو محمد سيد" وضغطت زر الاتصال


.....

Wednesday, April 02, 2008

رحلة الذكريات 1

استيقظت منى في ذلك الصباح الهاديء على ضوء الشمس يداعب وجنتيها وصوت العصافير على الشجرة المجاورة لشرفتها وبجوارها يرقد زوجها هاديء في نومه كما هو في كل حياته وادركت بعد جدالهم الليلة الماضية كم هي تحبه وتعشقه حتى الثمالة وكيف يجري حبه في عروقها مجرى الدم.
ولكن في هذا اليوم جاءتها تلك الفكرة المجنونة في اخذ اجازة قصيرة تصفي بها ذهنها وتستعيد توازن حياتها وترتيب اولوياتها في الحياة. نعم، فهو يوم العطلة ولكنها قررت اخذها بمفردها أو بشخصها القديم منى الفتاة المليئة بالانوثة وليست الزوجة ربة المنزل فكم تمنت ولو ليوم أن تعود منى إبنة العشرين يانعة كالوردة ورشيقة كالفراشة الصغيرة تتنقل من حقل الى اخر، بالرغم من أنها لم تتغير كثيرا في الهيئة ولكن منى الان تختلف في المضمون عن منى منذ سنوات. ومن تلك الفكرة نهضت منى وارتدت ثيابها ليست تلك العادية اليومية بل توليفة منها لتشبه تلك التي اعتادت على ارتدائها في سن العشرين وقبل الزواج وأعدت حقيبة صغيرة ووضعت بها ورقة وقلم وبعض مستحضرات التجميل ورداء فضفاض وصورة لزوجها لتذكرها بألا تبتعد كثيراً.
إنطلقت منى بسيارتها ولاول مرة دون أن توقظ زوجها مخلفة وراءها غيمة غبار وهموم حياتها اليومية وقررت فتح غطاء سقف السيارة كما لم تفعل منذ زمن لتستمتع بالهواء والشمس. قادت منى سيارتها في شوارع العاصمة الخالية تتأمل كل ما هو حولها ولم تدركه من سنين. أول مكان خطر لها أن تمر به هو شارعها القديم وشقة والديها القديمة في حيهم الهاديء، فمنذ وفاة والدها وهي لم تطاء قدم في هذا الحي ولاحظت تغييرات هائلة منذ السنوات القليلة الماضية وكأن الشارع بُني بداخله عالم اخر وانتشرت به المحلات التجارية والكافتيريات (أو ما يطلقون عليه الكافيه) ولاحظت بالرغم من تلك التغييرات وجود نفس محل الخرداوات اسفل بنايتهم وصاحبه يجلس على بابه وقد شابت ملامح وجهه ولكنه كما هو كما اعتادت ان تراه في صغرها ولوهلة شعرت بعمرها يصغر لترى نفسها بالزي المدرسي حاملة حقيبتها وابتسامتها تملاء وجهها الملائكي وهي تلقي السلام على عم محمد صاحب المحل.
لم تستطع أن تتوقف وتذهب لرؤية منزلها ولكنها كانت لحظة تساوي أعوام من طفولتها ومراهقتها مرت أمام عينيها لترسم ابتسامة على هذا الوجه الذي ملاءه الزمن بتعابير كثيرة أقلها الابتسام
...